مأساة مقتل إلهة حسين نجاد

يقرأ
%count دقائق
-الجمعة 2025/06/06 - 16:49
كود الأخبار:19250
 تراژدی قتل الهه حسین نژاد

سيارة عابرة، هاتف محمول، وامرأة هي الكلمات الرئيسية الثلاث في هذه القصة، وكل منها مرتبط بطريقة أو بأخرى بانعدام الأمن.

السيارة المارة، والهاتف المحمول، والمرأة هي الكلمات المفتاحية الرئيسية الثلاث في هذه القصة، وكل منها مرتبط بطريقة ما بانعدام الأمن في مأساة مقتل إلهة حسين نجاد. لماذا لا تزال مسألة "السيارة المارة" ذات أهمية رغم وجود نظام النقل وسيارات الأجرة الإلكترونية، وهي غير منظمة وغير مراقبة؟ لماذا يؤدي الهاتف المحمول في مجتمعنا إلى العنف؟ لماذا تُعتبر المرأة بهذه الدرجة من الضعف؟

في مارس/آذار 2021، اختُطفت سارة إيفرارد، وهي بريطانية تبلغ من العمر 33 عامًا، واعتدى عليها ضابط شرطة ثم قُتلت أثناء عودتها إلى منزل صديقتها ليلًا. أحدثت هذه الحادثة صدمةً عميقةً في الرأي العام، لكن ما زاد من أهميتها هو أن هذه الصدمة وجدت طريقها إلى صناعة السياسات.

في قضية سارة إيفرارد، أدرك الناس أن المشكلة لا تكمن في القاتل فحسب، بل في تنبيهٍ للبنية الاجتماعية بأكملها. كان السؤال الرئيسي: "لماذا لا تستطيع امرأة في العاصمة البريطانية السير من منزل صديقتها إلى منزلها ليلًا دون أن تُصاب بأذى؟"

وقد بادرت الحكومة البريطانية، وخاصة وزارة الداخلية، إلى اتخاذ سلسلة من التدابير رداً على ذلك: تشديد عمليات التحقق من الخلفية والقياس النفسي للشرطة، وتخصيص ميزانية للتدريب المخصص لكل جنس على حدة، وزيادة الإضاءة في الأماكن الحضرية، وإنشاء خط ساخن للإبلاغ عن العنف ضد المرأة في الشوارع، ورفع مفهوم "التحرش في الشوارع" قانونياً إلى جريمة رسمية، وتثقيف النساء حول مواقف الخطر.

في إيران، للأسف تعتبر مثل هذه الفظائع غالبًا مجرد مسائل جنائية تُبحث، وبعد الاعتقال والقصاص، يُغلق الملف من منظور المجتمع. ولكن إذا أردنا أن يتحول قتل الإلهة إلى خطاب من أجل سياسة أمان النساء، يجب أن نسلك مسارًا مشابهًا:

يجب تحويل الإلهة إلى وجه إنساني، وليس مجرد رقم أو ملف في إحصاءات الجرائم. يجب على الحكومة والمجتمع والمجموعات النخبوية والمرجعية التركيز على خطاب أمن النساء في الفضاءات العامة. ليس بشعارات انتقامية، ولكن بالمطالبة بتغيير السياسات مثل تجريم بعض الممارسات والأقوال التي تسبب بطرق مختلفة تعزيز العنف، خاصة ضد النساء، والشفافية والمراقبة الجادة على سيارات الأجرة الإلكترونية والسيارات المارة، والتحقق الدقيق من الحالة النفسية والخلفية لهم، وتعليم مهارات الوقاية والوعي الجنسي في المدارس ووسائل الإعلام، وتعليم النساء، وتوسيع أنظمة المراقبة لضمان أمن المواطنين، خاصة النساء في الفضاءات الحضرية، هي عناصر أخرى ضرورية في هذا المسار..

يجب على الكتّاب أن يكتبوا، وعلى الأكاديميين أن يحللوا، ويجب على المشرعين أن يستمعوا، ويجب على المؤسسات الحكومية أن تكون مسؤولة. طالما أن قتل الشابة لا يتحول إلى موضوع لتصديق خطط، أو تخصيص ميزانية، أو تعديل قانون، فلن يحدث أي تغيير.قضية سارة أورارد أظهرت كيف يمكن إضاءة شعلة من أعماق جرح. إذا كان قتل الإلهة سيبقى شيئًا أكثر من عنوان مميت في صحيفة، يجب أن نجعل منه ذريعة للتأمل، واليقظة، والتغيير.لكي تصبح سلامة النساء جزءًا من خطاب السياسة، يجب أن تؤخذ هذه السؤال البسيط على محمل الجد: "كيف يمكن لامرأة أن تعيش حياة طبيعية في المجتمع بدون خوف؟"، ويجب البحث عن إجابة ليست فقط في تنفيذ العقوبات، بل في إعادة هيكلة الأنظمة، والتعليم العام، واستعادة الثقة العامة.

Take less than a minute, register and share your opinion under this post.
Insulting or inciting messages will be deleted.
اشتراك
الأكثر قراءة