هل من الممكن انتقاد آیت‌الله؟

يقرأ
دقيقتان
-الأحد 2024/10/20 - 18:48
كود الأخبار:3482
 نقد آیت‌الله ممکن است

أحمد زیدآبادي

هل يمكن في بلدنا تقديم نقد علمي ومنصف لأفكار وأداء المرحوم آية الله الخميني؟

الجواب هو "لا"، لأنه إذا تمت الإشارة إلى نقاط الضعف والأخطاء التي ارتكبها المرحوم، قد يواجه الشخص خطر الملاحقة القضائية بتهمة "الإساءة إلى الإمام"، وإذا تم التأكيد على بعض قدراته ودهائه، فإنه يواجه ردود فعل غاضبة ومليئة بالإهانة والاتهام من بعض الدوائر الداعمة للإطاحة بالنظام!

أتباع آية الله المتحمسون يقولون إن "حضرة الإمام" لم يكن لديه ضعف أو خطأ لكي يتجرأ أحد على نقده. وكأنهم يرون أن المرحوم السيد الخميني كان في مصاف "المعصومين" وكل فكر أو عمل له كان مستلهماً من الله!

وفي المقابل، المعارضون المتشددون لآية الله يقولون: هل كان لديه أساساً أي علم أو فهم أو ذكاء لكي يتم الحديث عن نقاط قوته وقدراته؟ وكأنهم يعتقدون أنه يمكن، بدون أي وعي أو ذكاء أو بصيرة، تعبئة أمة وجمع جميع الجماعات والشخصيات المناضلة خلفه وإسقاط نظام استبدادي من جذوره!

على أي حال، هذا الثنائيت القاتلة للفكر، والتي تقيد النقاد، كما كتبت مراراً، لها جذور في النموذج القديم من التاريخ، أو بعبارة أخرى، في اللاوعي الجمعي لنا نحن الإيرانيين، ومادام نحن أسرى لهذا النموذج، لن يتغير حالنا كثيراً.

الحقيقة هي أن آية الله الخميني، كشخص نشأ من صلب التقاليد الدينية، رغم ضعفه في المجالين العملي والمعرفي، خاصة فيما يتعلق بمتطلبات العالم الحديث، كان لديه حس سياسي وأمني حاد للغاية، ولم يكن أحد يضاهيه في فهمه لعلم النفس الجماعي للإيرانيين.

هاتان الصفتان كانتا دليل عمله وفكره في تصميم استراتيجية معقدة وغير معلنة، كانت تُنقل إلى جماهيره الضخمة والمتعددة بعبارات بسيطة وسطحية، فتثيرهم وتقودهم نحو تحقيق رغباته. هذه القصة تحتاج إلى مزيد من التوضيح، ولكن نتركها لوقت لاحق.

Take less than a minute, register and share your opinion under this post.
Insulting or inciting messages will be deleted.
اشتراك
الأكثر قراءة