مناظرة ظريف ونتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي

المصدر: صحيفة النهار العربي بقلم أمير دبیری مهر

بعد أن أرسل بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، رسالتين إلى الشعب الإيراني في الشهر الماضي وسط تصاعد التوترات العسكرية مع إيران، حاول توجيه العداء الإسرائيلي نحو النظام الإسلامي بدلاً من الشعب الإيراني. وفي خطوة مماثلة، أصدر محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، رسالة فيديو مدتها سبع دقائق دعا فيها اليهود في جميع أنحاء العالم للوقوف ضد الحكومة الإسرائيلية، قائلاً إن الصهاينة يتصرفون بعكس الوصايا العشر للنبي موسى.

الوصايا العشر هي آيات من التوراة نزلت على النبي موسى في جبل سيناء، وتحتوي على تعليمات إلهية تم الإشارة إليها أيضًا في الإنجيل والقرآن. الإيمان بإله واحد، واحترام الوالدين، والابتعاد عن القتل، والسرقة، والكذب، والزنا، وتجنب الطمع في أموال وشرف الآخرين هي من أهم هذه الوصايا.

قال ظريف إن الصهاينة، بعكس الوصايا العشر لموسى، يعبدون القوة بدلاً من الله، ويتسببون في العنصرية، والتمييز، ونشر الكراهية، ويقومون بالإبادة الجماعية ضد اليهود وغير اليهود. ودعا ظريف اليهود في جميع أنحاء العالم لتحرير التقاليد الإبراهيمية لليهودية من التحريف، والتزوير، والتمييز، والإبادة الصهيونية. وصف ظريف النظام الصهيوني بأنه تجسيد للنازية والفاشية التي تستغل ذكرى واسم ودماء وأرواح ضحايا الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.

نظرًا لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعترف بدولة إسرائيل، لم يذكر ظريف اسم الحكومة الإسرائيلية أو مسؤوليها، بل أطلق على السياسيين الإسرائيليين لقب صهاينة.

تُعتبر أفعال ظريف جزءًا من الدبلوماسية العامة التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام العالمي. تشمل الأدوات الرئيسية للدبلوماسية العامة نشر النصوص، والصور، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

تم نشر هذه الرسالة من ظريف في وقت كان فيه معارضوه في البرلمان الإيراني يسعون بنشاط لإقالته. يدعي المعارضون أن أبناء ظريف يحملون الجنسية الأمريكية، لذا يجب ألا يشغل منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية المهم والحساس. كان من المتوقع تقديم طلب لإقالته في البرلمان، والذي واجه معارضة من محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني. كما واجه قرار قاليباف ردود فعل شديدة من المتشددين في وسائل التواصل الاجتماعي.

من ناحية أخرى، تلقت رسالة ظريف باللغة الإنجليزية دعمًا واسعًا من مؤيديه ومن يدعمون حكومة محمد باقر قاليباف. يقول مؤيدوه إن بضع دقائق من رسالة ظريف ضد الصهاينة لها تأثير أكبر بكثير من شعارات معارضيه ضد إسرائيل، لأن ظريف يفهم لغة العالم ويمكنه استخدام أدوات الإعلام بشكل فعال. وصف بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المعارضين السياسيين لظريف بأنهم حلفاء غير مقصودين لنتنياهو، مدعين أنه من خلال معارضة ظريف، يضرون بتل أبيب. يعتقد آخرون أن كل هذه المعارضة ضد ظريف ليست بسبب مواقفه، بل انتقام منه بسبب دوره في انتصار مسعود پزشکیان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مما أثار استياء وكراهية معارضيه. وقد خلق مؤيدو ظريف موجة من الدعم له على الإنترنت باستخدام هاشتاغ #ظریف-شریف، معتبرين إياه وطنياً حقيقياً.

يبدو أن ظريف من خلال مثل هذه الرسائل لا يعرض فقط تأثيره على الرأي العام، بل يسعى أيضًا لجذب انتباه آية الله خامنئي للبقاء بعيدًا عن الضغوط، والتهديدات، وأفعال معارضيه، والاستمرار في عمله كنائب للرئيس للشؤون الاستراتيجية. ومع ذلك، من غير المحتمل أن يتراجع أعداؤه المخلصون في إيران قريبًا ويخرجوه من دائرة استهدافهم.